📰 الأسرى اليمنيون بين التهدئة والنسيان: أين اختفت صفقات التبادل؟

تحقيق إنساني – بلسان عربي


رغم مرور أكثر من خمس سنوات على التهدئة المعلنة بين أطراف الصراع اليمني، لم تُبرم حتى اليوم صفقة شاملة لتبادل الأسرى والمحتجزين، تضع حدًا لمعاناة آلاف العائلات اليمنية التي تنتظر أبناءها خلف قضبان الغياب، وتتساءل عن مصيرهم بقلق وحيرة وألم.
في المقابل، يلحظ المتابع للشأن الإقليمي كيف أن مفاوضات تبادل الأسرى بين حركات المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي تشهد - رغم تعقيداتها - تقدمًا دوريًا، وغالبًا ما تُفضي إلى نتائج ملموسة، تقود إلى الإفراج عن أسرى من الطرفين، ولو بعد حين. فما الذي يجعل ملف الأسرى في الحالة اليمنية أكثر جمودًا وتعقيدًا؟ ولماذا لا يُعطى ذات الزخم السياسي والإنساني؟
إن السؤال لا يطعن في نوايا الأطراف، ولا ينكر الجهود التي قد تبذل في الخفاء، لكنه يعكس حيرةً مشروعة من أهالي الأسرى الذين لم يروا منذ سنوات أي تطور حقيقي يخفف من آلامهم. لقد تحوّل الزمن إلى عبء ثقيل عليهم، دون مؤشرات ملموسة على أمل قريب.
تُشير تجارب دولية، ومن بينها التجربة الفلسطينية، إلى أن ضغط العائلات والإعلام والمجتمع يشكّل رافعة حقيقية لتحريك هذا النوع من الملفات. فالأصوات المرتفعة والمطالبة بكرامة الأسير تُحدث أثرًا في طاولات التفاوض، وتمنح الملف بعدًا إنسانيًا جامعًا، يعلو فوق الاعتبارات السياسية.
لكن في اليمن، لا يكاد يظهر هذا الصوت. فالمجتمع المثقل بالهموم، والإعلام المنقسم، والقبائل التي شتتها الانقسام السياسي، جعلت من قضية الأسرى شأناً معلقاً لا يجد الحامل الكافي له، ولا الضغط اللازم لدفعه إلى الواجهة. ومع ذلك، يبقى الأمل معقودًا على أن يتحرك الضمير الجمعي من جديد، لا سيما في ضوء الهدنة المستمرة والجهود الأممية التي تُبذل من حين لآخر.
وعلى مستوى الوساطة الإقليمية، فإن نجاح سلطنة عمان مؤخرًا في الإفراج عن طاقم السفينة "جلاكسي ليدر" خلال أيام معدودة، دون مقابل معلن، يفتح بابًا للتأمل: كيف استطاع المجتمع الدولي، وعبر وساطة فاعلة، أن ينجز مهمة حساسة بهذا المستوى من السرعة، بينما لا تزال آلاف الأسر اليمنية تنتظر الإفراج عن أبنائها، ولو بمقابل؟ وهل يمكن أن يُعاد إحياء المبادرات الأممية والإقليمية لربط استمرارية التهدئة بتحقيق إنجاز إنساني كهذا؟
إن الأسرى – أيًا كانت الجهة التي ينتمون إليها – هم أبناء اليمن أولًا، وقد بذلوا حياتهم في ساحات المواجهة وفق قناعاتهم السياسية أو العسكرية، ومن واجب الأطراف السياسية والعسكرية أن تُعيدهم إلى أهاليهم، وأن تُعامل هذا الملف من منظور وطني وإنساني لا من زاوية الربح والخسارة.
وبعيدًا عن أي تصعيد أو تهديد، فإن رسالة هذا المقال لا تتضمن اتهامًا لأحد، وإنما دعوة للضمير الوطني العام، في كل الجهات والمكونات، بأن يجعلوا من هذا الملف أولوية مستحقة، لا ورقة مؤجلة، وأن يُعيدوا للأسير اليمني شيئًا من كرامته، ولعائلته بعضًا من طمأنينتها.
ربما لا يحتاج الأمر إلى أكثر من إرادة سياسية صادقة، وإحساس وطني مسؤول، ونقطة اتفاق واحدة تقول: كرامة الإنسان اليمني لا تُؤجل.

✍️/ تحرير قناة :" بلسانٍ عربي على التليجرام"

#بلسانٍ_عربي
إعلام بديل… بصوتٍ عربي أصيل

📌 نكشف الحقيقة ونحلل الحدث
📢 نكتب للوعي، لا للترويج
🧠 مقالات، تقارير، ومواقف تُشبهك

📘 تابع صفحتنا على فيسبوك:
https://www.facebook.com/share/17CGAg7Z9Q/

📲 واشترك في قناتنا على تليجرام:
https://t.me/lisanearabi

🌐 مدونتنا الرسمية:
http://blesan-arabi.blogspot.com

🔁 شارك الروابط مع من يبحث عن إعلام لا يُدجّن…
كن شريكًا في استعادة الوعي… بلسان عربي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

🔹 استقلال القضاء... ضمانة العدل ومهابة الدولة

📰 عدالة معلقة وقضاة بلا حماية: السلطة القضائية في اليمن بين الإهانة والتجويع